قد يبدو بناء علامة تجارية شخصية قوية أمرًا شاقًا عندما تكون في بداية الطريق، ولكن وجود استراتيجية محتوى ملموسة يمكن أن تساعد في تسهيل العملية وتمكينك من جني ثمار جهود التسويق المحتوى.

من خلال اتباعك هذه الخطوات، يمكنك ضمان أن تظل علامتك التجارية الشخصية متوافقة مع قيمك الأساسية، وخبراتك حتى أثناء تطورها مع تقدمك في العمل.

أولًا: حدد أهدافك

يبدأ إنشاء إستراتيجية تسويق محتوى ناجحة بتحديد الغرض منها؛ لذلك يجب أن يكون لديك أهداف محددة وواضحة، ثم استخدم المحتوى باعتباره السيارة التي تقودك نحوها.

حاول فصل أهدافك المهنية عن أهداف تسويق المحتوى الخاصة بك، على سبيل المثال، قد يكون حلمك هو بناء علامة تجارية شخصية لحصول على مكاسب صفقات مثل: نشر كتاب، أو الحصول على مزيد من العملاء، أو أن تصبح من المؤثرين في مجالك وتستقبل عروض شراكات، والمزيد من الأهداف.

هذه كلها أهداف احترافية رائعة، لكن كيف ستبدأ في تحقيقها؟ ما الذي يجب أن يحدث لهم حتى يصبحوا حقيقة واقعة؟ ها يأتي أهداف استيراتيجة المحتوى الخاصة بك، ليكونوا بمثابة خطوات صغيرة تصل بك إلى هدفك الكبير، ويمكن أن يكون الهدف من استراتيجية المحتوى الخاصة بك هو:

• توصيل خبرتك ومعرفتك حول موضوع أو صناعة ما.
• رفع مستوى الوعي وجعل الناس يتعرفون عليك.
• عزز علاقتك مع جمهورك وزد ولائهم.
• قم ببناء شراكات إستراتيجية، توفر مصالح متبادلة.
• أن تكون رائدا في مجالك، تطرح وتدير المحادثات حول مجال عملك وخبراتك.

بمجرد أن تعرف ما تحاول تحقيقه، يمكنك البدء في تحديد مسار واضح للوصول إلى هناك.

ثانيًا: تحديد منافسيك والسوق المستهدف

هناك أشخاص في مجال تخصصك، أنشأوا بالفعل أو يبنون علامات تجارية شخصية، تشاركك أهدافك وجمهورك ويريدون حل المشكلات نفسها مثلك، لذلك لا بد أن تبقى على مقربة منهم؛ لتعرف عنهم النقاط التالية:

• ما نوع المحتوى الذي يقومون بإنشائه؟
• ما القنوات التي يستخدمونها للترويج لعلامتهم التجارية؟
• كم مرة يشاركون المحتوى؟

وهذا لتستطيع أن تنافسهم، فإذا كنت تريد تمييز نفسك عنهم وتكون أكثر تأثيرًا ، فأنت بحاجة إلى معرفة من ستواجهه.

ثالثًا: تحديد جمهورك المستهدف

تحتاج إلى الحصول على صورة واضحة عن جمهورك، حتى تتمكن من إنشاء محتوى ملائم لهم، ووضع خطة فعالة للوصول إليهم والتفاعل معهم والاحتفاظ بهم، وعند إجراء تحليل للجمهور، هناك أنواع مختلفة من البيانات التي ستحتاج إلى جمعها حول السوق المستهدف، وتشمل النقاط التالية:

البيانات الديموغرافية: العمر والجنس والدخل والتعليم والعرق والمهنة والحالة الاجتماعية، إلخ.

البيانات السلوكية: الاحتياجات والتطلعات والمخاوف ونقاط الألم، والمنصات التي يستمتعون بقضاء الوقت فيها، والقنوات التي يستخدمونها للتواصل وكيفية التسوق، أو استخدام الخدمات والعوامل التي تحفزهم على الشراء أو التحويل وما إلى ذلك.

البيانات الاجتماعية: الاهتمامات والأنشطة التي يستمتعون بها، والدخل المتاح وكيف يقضون وقتهم وما إلى ذلك.

بيانات المواقف: كيف يشعرون تجاه موضوعك أو خدمتك أو مجالك أو توقعاتهم، أو المشكلات التي يمكنك مساعدتهم في معالجتها بالمحتوى الخاص بك، وأنواع المعلومات / الرسائل التي يجدونها ذات صلة ونغمة المحتوى المفضل لديهم وتنسيقه ، إلخ.

رابعًا: بناء بيان المهمة

من خلال بيان المهمة يمكنك تحديد ما تريد أن تشتهر به علامتك التجارية الشخصية، وما تريد تحقيقه، وكيف تنوي القيام بذلك، يحتاج بيان مهمة علامتك التجارية إلى وصف سبب تنمية علامتك التجارية، والخبرة أو المعرفة التي لديك لتقديمها، ولماذا تعتقد أن ما تفعله ضروري، وما الذي يميزك عن العلامات التجارية الأخرى.

ويمكنك صياغة بيان مهمة شخصي، بواسطة الإجابة بوضوح على هذه الأسئلة التالية:

• ما هي رؤيتي لعلامتي التجارية؟
  
• ما هي الصفات أو المهارات، أو القيم أو الخبرات التي تجعلني فريدًا؟
  
• ما هي الفجوة التي تحاول سدها، وما هي المشاكل التي أريد حلها للعميل، وكيف سأحلها؟
  
• من هو السوق المستهدف؟
  
• ما أنواع المحتوى التي سأستخدمها للوصول إليهم؟
  
• كيف سيستفيدون من المحتوى الذي أشاركه، ولماذا سيستمعون إلي بدلاً من شخص آخر؟
  

بمجرد اكتشاف هذه الإجابات، حان الوقت لكتابة بيان مهمتك ودمجها فيه ويمكن الإطلاع على هذه المقالة لمزيد من التفاصيل.

خامسًا: اختر محتوى مناسب

الهدف من بناء علامتك التجارية الشخصية هو توسيع نطاق وصولك، وجذب الأشخاص إلى المحتوى الخاص بك وملفات التعريف عبر الإنترنت، للقيام بذلك، تحتاج إلى إنشاء النوع الصحيح من المحتوى سواء كان (مكتوب، أو مقروء، أو مسموع، أو مزيج بينهما)، الذي سيكون له صدى أكثر لدى جمهورك ويلبي احتياجاتهم، ويتناسب مع المنصات المتواجدين عليها.

إذا عليك أن تحدد الموضوعات الأساسية أو الموضوعات التي ستركز عليها جهود تسويق المحتوى الخاصة بك، بالإضافة إلى الموضوعات الثانوية المحتملة التي قد تتوافق مع علامتك التجارية الشخصية، ثم فكر في أنواع المحتوى التي يمكنك إنشاؤها وتنسيقات المحتوى التي يفضلها جمهورك وابحث عن حل وسط بينها.


على سبيل المثال: إذا كان جمهورك يحب استهلاك المحتوى من خلال مقاطع الفيديو، أكثر من الأنواع الأخرى ، فقد ترغب في التفكير في بدء قناة على YouTube، أو إنشاء مقاطع فيديو قصيرة لوسائل التواصل الإجتماعي، كذلك، ضع في اعتبارك إنه من غير المفضل التركيز على نوع واحد من المحتوى، على حساب الآخرين.

حيث أنه يمكنك استكشاف تنسيقات محتوى متعددة، ما بين منشورات المدونة، إلى البودكاست، والرسوم البيانية، والكتب الإلكترونية، ومقاطع الفيديو، ومنشورات الوسائط الاجتماعية، والمزيد في الوقت ذاته، فقط تأكد من أنك لا تضغط نفسك، كي تحافظ على مستواك في تقديم محتوى ذو جودة عالية.

سادسًا: اختر قنوات توزيع المحتوى

الآن بعد تحديد ووضع أهدافك، وبيان رسالتك، وتحديد المنافسين والجمهور المستهدف، ونوع المحتوى، تبقى خطوة هامة وهي خطة توزيع المحتوى الخاصة بك، فبعد تحديدك للمحتوى المفضل لجمهورك، ربما تود الانتشار على أكثر من منصة، وهنا يأتي دور اختيار المنصات المناسبة لكل نوع محتوى، مثلا على تخصيص انستاجرام للمتحوى المرئي والمقاطع الصغيرة (الريلز)، ولينكدان للمنشورات المكتوبة بصيغة رسمية، وفيسبوك للكتابة والظهور بصورة توطد علاقتك بجمهورك وتقربك منهم، وتجعلهم يتواصلون مع بشكل سلس ومباشر.

سابعًا: صياغة تقويم المحتوى

لا يمكنك بناء علامة تجارية شخصية قوية، من خلال نشر جزء واحد من المحتوى اليوم، ثم البقاء صامتًا لعدة أشهر، بهذه الطريقة سوف تؤذي جهود تسويق المحتوى الخاصة بك.

لذلك، لا بد أن يكون لديك خطة بشأن الوقت الذي تنوي فيه نشر محتوى على القنوات التي تستخدمها، حتى لا تنسى أو تتعثر، كما يعد إعداد تقويم للمحتوى طريقة رائعة لجدولة منشوراتك وإبقائك على المسار الصحيح ويجنبك الشعور بالضغط والتشتت.

ومن الجدير بالذكر أنه هناك العديد من أدوات جدولة المحتوى، وإدارة المهام مع تقاويم قوية يمكنك استخدامها لتخطيط المحتوى الخاص بك، كل ما عليك فعله هو اختيار الموضوع الذي تريد إنشاء محتوى حوله، وتحديد تنسيق (تنسيقات) المحتوى الذي ستستخدمه، ومتى تريد نشر المحتوى المذكور عبر المنصات الأساسية التي اخترتها.

استمر في تكرار العملية حتى تنتهي من رسم خطة محتوى لبضعة أشهر، أو حتى لمدة شهر على الأقل، تأكد من نشر المحتوى الخاص بك في الأيام التي يمكن للجمهور أن يقدرها تمامًا ويتفاعل معها، بدلاً من الأيام التي يكون فيها مشغولاً للغاية بحيث يتعذر عليك متابعتك.

ثامنًا: تعامل بواجهه إحترافية

من المعروف أنه في عالم الأعمال الحرة، تجد موظف مستقل أجره في الساعة 5 دلارات، وآخر قد يتقاضى 50 دولاًر أو أكثر، الأمر لا يتحدد على المهارات وحب، لكن أيضًا على حسب مدى احترافية تواصلك مع العملاء، وعرض أعمالك عليهم بطريقة تعزز من علامتك التجارية الشخصية.

وعلى سبيل المثال: من خلال إنشائك لحساب إحترافي على منصة فورلانسو، يمكنك استخدامه بمثابة مكتب افتراضي لك، يعبر عن مدى احترافيتك ويضمن لك العديد من المميزات أشهرها:

• نبذة شخصية: عن طريق وصفك لنفسك ومهاراتك وخبرات السابقة، تستطيع أن تتميز بين المنافسي، وتجذب نظر أصحاب الأعمال.
  
• السيرة الذاتية: لأن النبذة ليست كافية لعرض كامل تاريخك المهني، توفر لك منصة فورلانسو عرضه في شكل سيرة ذاتية أحترافية.
  
• معرض الأعمال:أكثر ما يهم أصحاب الأعمال وشركات التوظيف، هو الإطلاع على أعمال السابقة لضمان مدى ملائمتها مع طلبهم؛ لذلك تجد في ملفك الشخصي على المنصة مكان لعرض أعمالك بشكل أحترافي.
  
• أحصائيات للمبيعات:تستطيع من خلالها تدير حساباتك وأمورك المالية، بمنتهى الشفافية والسهولة، يمكن يمكنك عمل فاتورة إلكترونية بالبيانات التي تفضلها.
  تعليقات العملاء: تسمح منصة فورلانسو للعملاء بتقييم الخدمة، وترك تعليقات عنها؛ مما يزيد من شعبيتك وحسن السمعة لدى أصحاب الأعمال بزيادة التعليقات الجيدة.
  
• بطاقة أعمال إلكترونية:حيث تجمع كل وساءل التواصل معك في مكان واحد، وبشكل أحترافي.

وأخيرًا: قياس نتائجك وتعديل استراتيجيتك

ما مدى جودة ترتيب المحتوى الخاص بك على محركات البحث؟ كم عدد الأشخاص الذين اشتركوا في البودكاست أو الرسائل الإخبارية الخاصة بك؟ هل يتم ذكر المحتوى الخاص بك ومشاركته عبر منصات الإنترنت؟ كم عدد المشاهدات التي تم إنشاؤها من مقاطع فيديو YouTube الخاصة بك حتى الآن؟

الطريقة الوحيدة لمعرفة كيف تؤثر استراتيجية تسويق المحتوى الخاصة بك، على علامتك التجارية الشخصية هي قياس أدائها، لذلك، يجب تنفيذ هذه الخطوة باستمرار، لتمكينك من اتخاذ الإجراءات، والتغييرات في الوقت المناسب لتعزيز فعالية جهودك.

كما يجب أن تقارن النتائج التي تحصل عليها، بالأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسية التي قمت بتعيينها؛ لمعرفة ما إذا كنت تحقق أهدافك، لإنها هذه النتائج ستساعدك على تحديد ما يبدو أنه يعمل بفاعلية، وما لم يكن الأفضل، وأين يجب إجراء التغييرات.

في النهاية، بعد تنفيذك لهذه الاستراتيجة بالتأكيد سوف تحصل على فرق ملحوظ في تطوير علامتك التجارية الشخصية، كموظف مستقل، وكملما أجريت تعديلات وتحسينات بما يتناسب مع أهدافك، وجمهورك المستهدف، كلما استطعت الوصل إلى المزيد من العملاء المحتملين في المستقبل وكسب ثقتهم بسهولة.